0465. TAFSIR : TAFSIR SURAT AL-JIN AYAT 16

ISMIDAR ABDURRAHMAN AS-SANUSI·24 FEBRUARI 2017

PERTANYAAN

Assalamualaiku... bade tanglet
Allah SWT berfirman:

وَأَلَّوِ اسْتَقٰمُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰهُمْ مَّآءً غَدَقًا

"Dan sekiranya mereka tetap berjalan lurus di atas jalan itu (agama Islam), niscaya Kami akan mencurahkan kepada mereka air yang cukup."
(QS. Al-Jinn: Ayat 16)
Apa murotal dr kata mencurahkan kpd mereka air yg cukup...?? Mohon jawabane ustadz/ah
[Ibnu Abukhori] 

JAWABAN
Ismidar Abdurrahman As-Sanusi 
Wa'alaikukumussalam

قوله تعالى : وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا 
قوله تعالى : وأن لو استقاموا على الطريقة هذا من قول الله تعالى . أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق . وهذا محمول على الوحي ; أي أوحي إلي أن لو استقاموا . ذكر ابن بحر : كل ما في هذه السورة من إن المكسورة المثقلة فهي حكاية لقول الجن الذين استمعوا القرآن ، فرجعوا إلى قومهم منذرين ، وكل ما فيها من أن المفتوحة المخففة فهي وحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . 
وقال ابن الأنباري : ومن كسر الحروف وفتح وأن لو استقاموا أضمر يمينا تاما ، تأويلها : والله أن لو استقاموا على الطريقة ; كما يقال في الكلام : والله أن قمت لقمت ، ووالله لو قمت قمت ; قال الشاعر : 
أما والله أن لو كنت حرا وما بالحر أنت ولا العتيق
ومن فتح ما قبل المخففة نسقها - أعني الخفيفة - على أوحي إلي أنه ، وأن لو استقاموا أو على آمنا به وبأن لو استقاموا . ويجوز لمن كسر الحروف كلها إلى أن المخففة ، أن يعطف المخففة على أوحي إلي أو على آمنا به ، ويستغني عن إضمار اليمين . وقراءة العامة بكسر الواو من لو لالتقاء الساكنين ، وقرأ ابن وثاب والأعمش بضم الواو . 
و ماء غدقا أي واسعا كثيرا ، وكانوا قد حبس عنهم المطر سبع سنين ; يقال : غدقت العين تغدق ، فهي غدقة ، إذا كثر ماؤها . وقيل : المراد الخلق كلهم أي لو استقاموا على الطريقة طريقة الحق والإيمان والهدى وكانوا مؤمنين مطيعين لأسقيناهم ماء غدقا أي كثيرا لنفتنهم فيه أي لنختبرهم كيف شكرهم فيه على تلك النعم . وقال عمر في هذه الآية : أينما كان الماء كان المال ، وأينما كان المال كانت الفتنة . 
فمعنى لأسقيناهم لوسعنا عليهم في الدنيا ; وضرب الماء الغدق الكثير لذلك مثلا ; لأن الخير والرزق كله بالمطر يكون ، فأقيم مقامه ; كقوله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض وقوله تعالى : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم [ ص: 18 ] أي بالمطر . والله أعلم . 
وقال سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح والضحاك وقتادة ومقاتل وعطية وعبيد بن عمير والحسن : كان والله أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين ، ففتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر والمقوقس والنجاشي ، ففتنوا بها ، فوثبوا على إمامهم فقتلوه . يعني عثمان بن عفان . 
وقال الكلبي وغيره : وأن لو استقاموا على الطريقة التي هم عليها من الكفر فكانوا كلهم كفارا لوسعنا أرزاقهم مكرا بهم واستدراجا لهم ، حتى يفتتنوا بها ، فنعذبهم بها في الدنيا والآخرة . وهذا قول قاله الربيع بن أنس وزيد بن أسلم وابنه والكلبي والثمالي ويمان بن رباب وابن كيسان وأبو مجلز ، واستدلوا بقوله تعالى : فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء الآية . وقوله تعالى : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة الآية ; والأول أشبه ; لأن الطريقة معرفة بالألف واللام ، فالأوجب أن تكون طريقته طريقة الهدى ; ولأن الاستقامة لا تكون إلا مع الهدى . 
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا . قالوا : وما زهرة الدنيا ؟ قال : بركات الأرض وذكر الحديث . وقال - عليه السلام - : فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، وإنما أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم .
  
https://library.islamweb.net/newlib...

[ ص: 662 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ( 16 ) لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ( 17 ) ) 
يقول تعالى ذكره : وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحق والاستقامة ( لأسقيناهم ماء غدقا ) يقول : لوسعنا عليهم في الرزق ، وبسطناهم في الدنيا ( لنفتنهم فيه ) يقول : لنختبرهم فيه . 
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) يعني بالاستقامة : الطاعة . فأما الغدق : فالماء الطاهر الكثير ( لنفتنهم فيه ) يقول : لنبتليهم به . 
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) طريقة الإسلام ( لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : نافعا كثيرا ، لأعطيناهم مالا كثيرا ( لنفتنهم فيه ) حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشقاء . 
حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي ، قال : ثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد مثله . 
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن مجاهد ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) قال : طريقة الحق ( لأسقيناهم ماء غدقا ) يقول : مالا كثيرا ( لنفتنهم فيه ) قال : لنبتليهم به حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشقاء . 
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن مجاهد ، عن أبيه ، مثله . 
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن مجاهد ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) قال : الإسلام ( لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : الكثير ( لنفتنهم فيه ) قال : لنبتليهم به . 
قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن غير واحد ، عن مجاهد ( ماء غدقا ) قال [ ص: 663 ] الماء الغدق : الكثير ( لنفتنهم فيه ) حتى يرجعوا إلى علمي فيهم . 
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : لأعطيناهم مالا كثيرا ، قوله : ( لنفتنهم فيه ) قال : لنبتليهم . 
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن بعض أصحابه ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) قال : الدين ( لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : مالا كثيرا ( لنفتنهم فيه ) يقول : لنبتليهم به . 
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا . قال الله : ( لنفتنهم فيه ) يقول : لنبتليهم بها . 

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : لو اتقوا لوسع عليهم في الرزق ( لنفتنهم فيه ) قال : لنبتليهم فيه . 
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ( ماء غدقا ) قال : عيشا رغدا . 
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : الغدق : الكثير ، مال كثير ( لنفتنهم فيه ) لنختبرهم فيه . 
حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال : ثنا المطلب بن زياد ، عن التيمي ، قال : قال عمر رضي الله عنه في قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) قال : أينما كان الماء كان المال ، وأينما كان المال كانت الفتنة . 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأن لو استقاموا على الضلالة لأعطيناهم سعة من الرزق لنستدرجهم بها . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت عمران بن حدير ، عن أبي مجلز ، قال : وأن لو استقاموا على طريقة الضلالة . [ ص: 664 ] 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وأن لو استقاموا على طريقة الحق وآمنوا لوسعنا عليهم . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) قال : هذا مثل ضربه الله كقوله : ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) وقوله تعالى : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) والماء الغدق يعني : الماء الكثير ( لنفتنهم فيه ) لنبتليهم فيه . 
وقوله : ( ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ) يقول عز وجل : ومن يعرض عن ذكر ربه الذي ذكره به ، وهو هذا القرآن; ومعناه : ومن يعرض عن استماع القرآن واستعماله ، يسلكه الله عذابا صعدا : يقول : يسلكه الله عذابا شديدا شاقا . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  

https://library.islamweb.net/newlib...

Mujaawib :  Ismidar Abdurrahman As-Sanusi 

Komentari

Lebih baru Lebih lama